استيقظت صباحاً، ككل صباح، وكلي شوق للقيا عينيك...
مر الصباح.... وجاء المساء....
وما أحلاه من مساء... حيث كان اللقاء..
نظرت إلى عينيك، وغرقت في بحورهما....
توقف الزمن.... وشعرت بأنني أطير في الفضاء... بلا أي وزن أو جاذبية....
لم يعد للزمن قيمة.. فلا وجود لليل ٍ أو نهار...
لا وجود لزمان أو مكان... لا وجود للوجود...
مجرد أشباح تطير في فضاء مظلم أصم...
لا يضيئه سوى بريق عينيك... ولا يقطع صمته سوى عذوبة صوتك.. وأنت تنطق اسمي...
يااااه... ما أجمل اسمي... وهو ينطلق من بين شفتيك... ليطرق مسمعي...
أدركت حينها أنك لم ترحل يوماً... لم تتركني وحيدة...
بل كنت معي... في كل لحظة... في كل همسة.. في كل نفس أتنفسه...
أدركت حينها أنك لم تنسني قط... بل كنت أنا التي تناسيت... تناسيت أنك حبي الأوحد...
وأدركت أنني مهما ابتغيت حباً غيرك... لن أجد سوى أحضانك لأنشد دفئها... ولأجد الراحة والآمان....
سامحني لأني ابتعدت.. سامحني يا حبي... لأني تناسيت..
كل العاشقين يتحدثون عن ألم الحب...
كنت أظن أن الحب دائماً ألم...
ربما لهذا لم أدرك كم أحببتك يا حبي.. لأنك لم تكن يوماً ألماً.. بل كنت دوماً البلسم الشافي من كل داء...
أدركت اليوم أنك... الهواء الذي أستنشقه.. أنك الدم الساري في عروقي...
أدركت أنك لم تفارقني ولو للحظة... ولو لجزء من الثانية... لأن من فارق روحه مات... وأنت روحي التي أحيا بها..
سامحني يا حبي... سامحني يا وجه القمر... فلم أدرك كم أحبك إلى الآن...
لم أدرك أنك كنت معي على الرغم من كل شيء، رغم كل الظروف التي مررتُ بها، كنت دائماً إلى جانبي...
أعدك يا حبي أنك لن تغيب لحظة عني... وستبقى دائماً معي...
قبل أن أعرف حبك... كنت أسخر من العاشقين حين يتحدثون عن الحب...
وأقول دوماً "أي حب هذا، لا يوجد شيء اسمه حب"
وعندما أحببتك، أدركت أن الحياة لا معنى لها دون أن تحب..
فما بالك لو كان من تحب يبادلك هذا الشعور السامي...
عندها فقط ستعرف أن للحياة قيمة ومعنىً...
عندها فقط ستدرك حلاوة الحياة، ستدرك أنك حي....
كما أدركت أنا اليوم أنني أحيا بك.....
منقول